الأحد، 2 مايو 2010

عبدالله حمود الطريقي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلام والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

السلام عليكم وحمة الله وبركاته

اسعد الله مساءكم بكل خير

ادري غثيتكم بكثر المواضيع هذا انا يا حبى ولا برك مشكلتكم اني اجازه هاليومين والمشكله الثالثه ايضا انه يفصلني عن صلاة المغرب ربع ساعه اذا فيه اخطاء مطبعيه امل تجاوزها ..

توكلنا الله ..

خرجت قبل اسبوعين مع صديقي ماجد ( ابوتركي ) لتناول وجبة العشاء في فوالة الحراج ومن ثم ننطلق الى الفيشاوي في العزيزه ( لتقند ) الرأس بشاهي كشري ..

يجوز ان تلك المقدمه ليست بذات اهميه لكن لربما اهمية فول الجره اني بدأت بالتتنيح وانا اتناول الوجبه ليفاجئني صديقي ابوتركي بسؤال ناري قائلا

ابوحمد سمعت عن شخص اسمه عبدالله حمود الطريقي

فاصل ( انا اتعايش مع رجل سوداني الجنسيه هذا الرجل يعيش في عقلي مهمته في هذا العقل احضار الملفات الخاصه بالاشخاص او الاسماء او المعلومات كافة الا ان هذا السوداني رجل يحتضر بسبب كسله وغالبا لي ملفات غالبا تكون خاطئه نظرا لكم البرود والاهمال الذي يعاني منه والغريب ان هذا السوداني ينشط في اوقات لا احتاج فيها للمعلومه ابدا ) ..

عندها بدأ الزول بالتفكير في مكاتب العقار والمعقبين وبعدها بدأ يفكر في وكالات السيارات والبائعين فيها وفجأه قلت لنفسي لربما يكون هذا الشخص هو الذي قابلته في مناسبة العشاء والتي حضرتها انا وابوتركي قبل فتره .. الخ من المعلومات الخطأ الذي اصر الزول على انها تحتمل الدقه ..

المهم بعد اربعين دقيقه من الصمت قلت : لا

عندها سكت ابوتركي وكانت علامات الذهول تكاد تتحدث ولسان الحال يقول ( ومسوي لي فيها فاهم ) ..

بعد ذلك طلب مني ان اكمل صحن الفول وفعلا قمت بذلك حتى لو لم يطلب مني ..

كانت الصدمه بعد ان ركبنا السياره وبدأ ابوتركي يسرد لي قصة عبدالله حمود الطريقي والذي كان متأثرا بالقوميه التي دعى اليها جمال عبدالناصر وكانت كفيلة لتدمير تاريخ هذا الرجل العظيم ( رحمه الله بإذنه ) ..

تسائلت بعد ان عرفت قصته لماذا هذا التغييب الاعلامي لرجل رسم الركائز الاساسي للنفط في العالم كافه ورجل عمال بكل اخلاص وامانه ليرتقي بشأن الامه العربيه والمملكه العربيه السعوديه خاصة رجل لم يستفد ابدا من مركزه ولم يأخذه طريقا للثراء والشهره رجل انتهى المجد الذي صنعه الى لا شيء ..

هذا الرجل يا اخوان ولد بالزلفي عام ١٩١٨ م وذهب من هناك الى الكويت ليكد ويكدح نظرا للفقر والجوع الذي كان يجتاح نجد عمل لدى رجل من الفوزان الذي اعاده للمملكه وارسل للملك عبدالعزيز ان هذا الرجل نابغه ويجب ان يكمل تعليمه وتوقع له شآن في المستقبل وهذا ما حصل ..

يجب ان نعرف ان الطريقي كان اول وزيرا للبترول في تاريخ المملكه ويجب ان نعلم ايضا ان اوبك كانت فكرته وجامعة البترول ايضا بل كان يحث على ابتعاث الشباب السعودي للخارج للحصول على العلم يجب ان نعرف ان الجامعه كرمته انه من الخريجين العظماء من جامعتها كان الرجل يفكر في الغاز الذي يحرق من مصانع النفط وكيفية اعادة استثماره بينما كان الكثير يغرق في الجهل فلننظر يا اخوان من هذه السيره العظيمه لرجل اخلص لبلادنا وكيف انتهى به الحال في ( منفى ) الغريب العجيب ان الكويت سمت احد جوائزها بإسمه بينما تم تجاهله من المملكه التي كدح من اجلها لانه اختلف مع القيادة في وجهة نظر او منطلق فكري معين كل انسان يا اخواني الكرام معرض للخطأ وكل انسان معرض ايضا لسوء الفهم سواء القياده او الطريقي لكن الواجب علينا فعلا ان نقف احتراما واجلالا لهذا الرجل الذي غيب قسريا من الاعلام لتتذكره قلوب الاوفياء في بقاع الارض رحمه الله تعالى واكرم نزله وجعله في عليين ..

شاهده الملك خالد رحمه الله وقال هذا رجل مخلص والملك فهد رحمه الله ايضا اهداه منزل كلهم يعلمون وفاء هذا الرجل للبلاد لكن اعلامنا للأسف لم يقف بحياديه مع تلك الشخصيه العظيمه في الوقت الذي اتخمت الصحف صور المغفلين والجهله الذين لم يقدموا للبلاد ولا جزء يسير من ما قام به هذا الرجل ..

لم اقصد من كتابة الموضوع الا وجه الله عز وجل ثم لعلمي التام بأن اي بلاد تعيش بلا تاريخ لن تتقدم ولن تتطور فما بالكم اذا لم يكن هذا التاريخ اكراما لرجال كدحوا وعملوا باخلاص وتفاني في حب هذا الوطن .. الا يستحق الامر ان نتحلى بالوفاء لمثل هؤلاء !!

انا اشكر الكويت حكومة وشعبا لتخليد اسم الراحل وتسمية احد جوائز الدوله بإسمه حتى ان امير الكويت قال في احد المرات ان الطريقي هو السبب بعد الله عز وجل في نهضة الكويت

رحمك الله يا الطريقي

سيرة الطريقي بقلم الاخت مشاوير صادم ومقتطفات من كتاب تفضلت الاخت في نشر مقتطفات منه وجهد مبارك من الاخت مشاوير وهذا يوزرها لتقييمها لانها تستاهل ..

مشاوير صادم

موضوع الاخت مشاوير :


*ولد الطريقي في الحي العتيق في مدينة الزلفي النجدية , عام 1918 م

*اتجه نجو الكويت الحضن الرءوم لأبناء نجد آنذاك ومنها إلى الهند ليعمل لدى تاجر نجدي يعلمه الحساب ثم ركب البحر نحو الإسكندرية ومنها الى القاهرة في طموح علمي تجاوز زمانه ومكانه .



*كان للمليك المؤسس نظرة استشرافية حيث وجه بابتعاث الشاب عبدا لله الطريقي الى أمريكا ليواصل دراسته العليا وعاد لبلاده بتخصص علمي دقيق وخبيراً بترولياً ويضع بصمة لا يمحوها الزمن في مسيرة النفط السعودي وكانت حواراته ومجادلته مع شركة النفط العاملة في بلاده ومطالبته وإصراره على زيادة حصة حكومته دليل على حس وطني صادق .

* تولية الوزارة
عين كأول وزير للنفط في عام 1960 في عهد الملك سعود


*أهم المحطات في حياته
كان الطريقي معجباً بجمال عبدالناصر الزعيم المصري الذي كان في فترة مناوئ للحكم السعودي
من هنا تباعدت وجهات النظر بينه وبين المسؤلين في بلاده
من هنا أٌعفي الطريقي من الوزارة واختار هو الرحيل وعاش في منفاه الاختياري بيروت

*في المنفى كتب الطريقي في الصحافة وأسس مجلة "نفط العرب" التي ساهمت في نشر الوعي البترولي
وعاش في منفاه عفيف اللسان لم يساوم وظل محتفظاً بحبة واحترامه للوطن

*عاد للوطن على رأس القرن الهجري عاد فالتقى به الملك خالد وأحسن استقباله ورق له قلب الملك فهد فأهداه منزلا بالرياض .

*كرمت جامعة تكساس الطريقي في الاحتفال بالخريجين العظماء من جامعتها عام 1983

*قرر الطريقي أن يقضي آخر أيامه في القاهرة
وفي مستشفى الصفا توفي الطريقي وهو في الثمانين ولأنه شخصيه مثيره فقد ظل جسده مسجى تتنازعه ارضان ارض نجد وارض الكنانة حتى دفن بمقابر النسيم عام 1997 م .


على رمال الزلفي
في شمال هضبة نجد السعودية , حيث يٌطاطىء جبل طويق الشهير هامته , لتعلوه رمال الثويرات وقد عرف ذلك الموضع باسم " جرزة " لانجزار الجبل , وعناقه مع الرمل
وتغنى كثير من شعراء العرب بهذا الموضع منهم جرير:

يا أهل جزرة لا مال فيـــكم أو تنتهون فيُنجي الخائفَ الحذرُ

يا أهل جزرة إني قد نصبتُ لكم بالمنجنيقِ ولما يُرسلُ الحــجرُ


في هذا المشهد الجغرافي وبين النفود والجبل يتعانقان في " جرزة" وقبل هذا العناق تقع مدينة الزلفي التي يعود تأسيسها إلى ما قبل ثلاثمائة سنة

" في عام 1744 م انطلقت من الدرعية دعوة إصلاحية تجديدية دعا إليها محمد بن عبدالوهاب بعد أن وجد النصر والتأبيد من أمير الدرعية الأمير محمد بن سعود , الذي بنصرته للدعوة أعطاها قوة سياسي تبنتها , وقام عليها النظام السياسي للدولة السعودية , حيث تعاهد الإمامان على نصرة دين الله فبدأت فصول حركة تاريخية علا فيها دين الله مرتكز على التوحيد والعلم والدولة .
راسل الشيخ عبدالوهاب أمراء المدن والقرى للانضمام للدعوة , وحينما وصلت الرسائل إلى الزلفي , لم تجد ترحيباً , إنما تمردت على الدعوة وشاكستها , بل واحتضنت أخاه سليمان بن عبدالوهاب , المنشق عليه , فشُنت الهجمات على الزلفي في عام 1750 م وتوالت الغزوات حتى عام 1780 م وقد استسلمت الزلفي وحضرت بنفسها إلى الدرعية لتقديم الولاء للإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وقد حضر معهم سليمان بن عبدالوهاب .** للمهتم بتاريخ نجد هذا الموجز أخذه الكاتب من " عنوان المجد في تاريخ نجد" لـ عثمان ببن بشر
.


الطريقي الأسرة
تعود أسرة الطريقي إلى فخذ الولامين من الوداعين من قبيلة الدواسر التي تعود بنسبها إلى قبيلة الأزد القحطانية .
وقد قدم الجد الأعلى للاسره من وادي الدواسر واستوطن في الزلفي قبل أكثر من قرنين .

والد عبدالله الطريقي هو حمود بن عبدالرحمن الطريقي كان يمارس كغيره من أبناء جيله الفلاحة شّب حمود على النشاط وزادت همته من أجل كسب العيش فقرر أن يتاجر بين الكويت ونجد .

وقد اعتاد أهالي الزلفي بالمتاجرة في الكويت .وخير وصف لأهل الزلفي ماكتبه عبدالله بن خميس عنهم " أن أهل الزلفي أهل شد ومد يطلبون أرزاقهم على أكوار المطي .."
ودلاله على جسارة أهل الزلفي وتعودهم على السفر درج المثل النجدي " ما ادري أروح للسبلة أو الكويت "
وقصته أن رجل خرج من منزله وسألته زوجته إلى اين ذاهب فاجاب ما ادري يا أما السبلة ولا الكويت والسبلة روضه قريبه تقع على بعد 20 كيلو من الزلفي
بينما الكويت تبعد 500 كيلو.
وكما كانت الكويت وجة اهالي الزلفي كانت بغداد والشام وجهه اهل القصيم وكانت وجهة اهل سدير الزبير .
ومع اختلاط أهل الزلفي باهل الكويت والرافدين و الهند ومصر أحياناً إلا أن هذا الاحتكاك أثرفي الناحية الاقتصادية فقط ولم يؤثر على عادات ولهجة وتقاليد أهل الزلفي
ومع ذلك عانى كثير من شبابهم من ازدواجية الشخصية بين ما يراه هناك وما يفعله في بلاده
وعبر عن هذا التذبذب أحد شعراء الزلفي
إن حدرنا نكـــــرنا والتتن شاربينه
وإن رجعنا اعتذرنا واليمين مطرفينه

نعود


لوالد الطريقي حمود عُرف عنه عند أهل الزلفي بتأثره بأهل نجد والزبير من حيث الهندام ولبس العقال والسديريه فأطلقوا عليه لقب " الزكرتي"
وكمواكبه لما حوله انخرط حمود في التاجرة بحثاً عن مصدر أوفر للرزق وهذا ما تحقق له فاغناه الله بالمال ولكنه لم يرزق بالولد رغم كبر سنه
وكان حريصاً على أن لا يخرج من الدنيا لا بولد تزوج مرات عديدة وأخيرا في إحدى رحلاته للكويت تزوج هناك من كويتيه ورزقه الله ولدان هما محمد وناصر .

وأثناء تنقل حمود بين نجد والكويت نمى الى سمعه أخبار الأمير عبدا لعزيز آل سعود الذي استرد حكم الرياض عام 1902م وكان لهذا الحدث أثره السياسي والفكري والاقتصادي على أهالي نجد فازدهرت التجارة وانتعشت بين نجد والكويت
في عام 1913 م وقع حدث تاريخي وهو انضمام الإحساء إلى نفوذ الملك عبدالعزيز ونتج عن هذا الفتح ظهور الطريق التجاري الجديد الذي يربط الإحساء أو كما تسمى قديماً هَجر وحَجر أي اليمامة التي قامت على أنقاضها مدينة الرياض
وبما أن انضمام الإحساء لعبد العزيز تلاه عدة معارك كان الملك بحاجه إلى رجال أًشداء أقوياء لنقل المؤن والعتاد إلى ارض المعركة ولذلك تشكل ما يسمى بـ" الجماميل " وكان لأهالي الزلفي النصيب الأكبر في تشكيل
جماميل درب الاحساء وانضم حمود الطريقي للجمالة واستمرت الجمال تنقل العتاد 40 عام حتى ظهرت السيارت في البلاد.

في أحدى زيارات الطريقي للزلفي تزوج من لولوة العبدالكريم التي أنجبت له عبدالله الطريقي عام 1918 م
ولكن والد عبدالله انفصل عن امه وتزوجت من رجل آخر فتربي الطريقى على يد مرضعته حصة الحبيشي وجدته لأمه التي اهتمت به وألحقته بالجامع الكبير ليتعلم القرآن الكريم على يد مطوع الزلفي الشهير
محمد بن عمر وكان الطريقي طالب ذكي وفطن

محمد بن عمر
كثير من العلماء والمثقفون درسوا على يده تفرقوا في البلدان واختلفت توجهاتهم
منهم الطريقي الوزير البترولي والرومي القاضي والشاعر ذو النزعة الاشتراكيه عبدالرحمن المنصور والصحافي الليبرالي عثمان العمير .
صاحب صحيفة إيلاف الالكترونية

قضى الطريقي شطر من طفولته في الزلفي ولكن
حين يضيق العيش فيها تتجه الأنظار إلى الكويت فاتجه الطريقي كبقية شباب الزلفي للكويت وهناك حيث افتتحت المدارس النظامية بدلاً من الكتاتيب التحق الطريقي بالمدرسة الاحمدية ودرس الابتدائية عام 1924م فعرف بجانب أمور دينه القراءة والحساب واللغة الانجليزية .
.

عد أن أمضى الطريقي عدة سنوات في الكويت غادرها مع أخيه محمد الى الهند عام 1928م وعمل لدى شيخ التجار العرب عبدالله الفوزان ومن خلال عمله تعلم الحساب واللغة الإنجليزية وقد اكتشف الفوزان ذكاء الطريقي فأوصاه بأن يحرص على العلم .
عاد الطريقي من الهند الى الكويت ومن الكويت جاء إلى بلاده وبعد عودته قرر السفر إلى القاهرة لمواصلة الدراسة واختلفت الروايات منها ما يذكر انه ذهب تبعاً للبعثة والبعض يؤكد انه ذهب من تلقأ نفسه وبعد ذلك انضم للبعثه


عبدالله الطريقي ..مدرسة حلوان

ي مصر التحق الطريقي بالمدرسة الابتدائية بحلون وحصل على المركز الثاني على مستوى القطر المصري في اختبارات المرحلة الابتدائية . بعد اجتياز الابتدائية التحق بثانوية حلوان وأمضى خمس سنوات وتخرج منها عام 1938 م وكان أثناء دراسته شعلة من النشاط يهتم بالنشاط اللاصفي وإعداد الصحف الحائطية .
وفي العام الذي تخرج فيه الطريقي من ثانوية حلوان اصدرت المدرسة مجلة كتب فيها الطريقي مقال بعنوان
" ابن سعود .. الرجل الذي ايقظ شعباً من سباته وشيّد صرح دولة "
يعرض الكتاب المقال وهو من صفحتين يتكلم فيها عن الملك عبدالعزيز وكيف وحد الدولة و قتاله مع ابن عجلان وابن رشيد وحصوله على الاحساء بعد ضعف الدولة العثمانية . وقتال الملك مع الشريف حسين الذي عاهده اللبريطاننين على ان يستلم الولاية بعد حربه معهم ضد العثمانيين
هذه النقطه مهمه في المقال سأكتبها كما كتبها الطريقي


(....... عاهدت بريطانيا الشريف حسين على اطلاق يده في جزيرة العرب على ان ينضم معها في قتال العثمانيين فلما عقدت الهدنه وسلمت انجلترا الشريف بعض مطالبه امتلأت نفسه بالغرور ونظر للملك عبدالعزيز بنظرة استخفاف , حتى أنه منع النجديين من الحج . وكان بطلنا يلاينه عل الله يهديه فيرجع عن غيه ولكن الحسين تمادى في طغيانه وأرسل جيشاً بقيادة أبنه عبدالله ( أمير شرق الأردن الآن) لفتح نجد وللقضاء على الملك . إلى هنا نفد صبر عبدالعزيز . فاستحث قومه على محاربة الحسين , مشهداً الله على أنه يدخل الحرب وهو مكرهاً . فقابلت شرذمة من جيشه الأنير عبدالله بجيوشة الجرارة ومعداته العظيمة ؟ التي أستولى عليه الشريف من حربه مع الأتراك وهناك انقضت أسود نجد على تلك الجيوش , فمزقتها , وفر الأمير عبدالله بنفسه إلى الطائف وهناك تعقبته تلك الكتيبة الباسلة حتى فتحت الطائف وولّت وجهها شطر مكة.
لما رأى الحجازيون ما حل بالشريف من أثر سياسته الهوجاء ؟ طلبو منه التنازل عن عرشه لابنه علي , فاتخذها الأخير عاصمه لملكه وحاصرها النجديون, حتى أرغموا الملك علي على مغادرتها فدخلوها ظافرين , وفي الوقت كانت قوات الملك عبدالعزيز قد استولت على المدينة . فاستتب المُلك بذلك للملك علىالحجاز ونجد , إذ بايعه أهل الحجاز بالمُلك وأطلق عليه ملك المملكة العربية السعودية ....)
ومن أهم ما جاء في المقال كذلك عتب الطريقي على الأخوة العرب ونظرتهم لسكان الجزيرة
(...... يؤلمني أن أرى كثيراً من اخواني المصريين قد جهلو عقيدتنا , نحن النجديين, وقالوا أننا ندين بمذهب ابتكرناه لأنفسنا , والحقيقة التي لا مراء فيها أننا نحن النجديين على مذهب الإمام ابن حنبل , وأن الوهابية ليست مذهباً وإنما سمينا وهابيين , لأن أحد كبار علمائنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ظهر من قبل 100 سنه خلت , فوجد أننا قد أتخذنا من البدع ماليس من الدين في شيء , فأخذ ينشر الدعوة للتمسك بالقرآن والسنة على مذهب الإمام حنبل . ويسألني البعض عن التوسل وكيف أننا هدمنا القبور حين دخولنا للحجاز ؟ فأقول : أننا لم نهدم القبور بل هدمنا قباباً كانت تتخذ عباءة لفساد والتوسل بالأموات إعتقاداً بأن هؤلاء ينفعون أو يضرون ....)
بعد تخرج الطريقي من ثانوية حلوان عاد إلى مكة المكرمة , ويبدو أن الطريقي اطلع وقرأ كتابات عدد من دعاة الوحدة العربية , وتأثر بما كانوا يكتبونه حيال قيام الدولة العربية الواحدة ,من أمثال الكاتب اللبناني نجيب عازوري .وفي مكة أجرى الطريقي امتحان قبول البعثة في مدرسة تحضير البعثات وقرر الالتحاق بجامعة الملك فؤاد التي تعد من أعرق الجامعات والتحق بكلية العلوم في الجامعة متخصص في الكيمياء والجيولوجي
وفي كلية العلوم واصل الطريقي نشاطه الاصفي خاصة إعداد مقالات الصحف الحائطية التي كان يوقعها بأسم أبو صخر .
وخلال فترة الجامعة لم يكن للطريقي أصدقاء سعوديين كان جميع الأصدقاء من المصريين والإخوان العرب.



الطريقي يتوسط زملائة عبدالمعطي لاشين و عمر وهبي

وفي عام 1944م تخرج الطريقي من الجامعة وعاد إلى السعودية وعمل فيها سنتين في وزارة المالية .
وبسبب تفوق الطريقي وتميزه وجه الملك عبدالعزيز بابتعاث اثنين من الذين كانوا يدرسون بمصر إلى الولايات المتحدة للتخصص في دراسة النفط وهما الطريقي و مهنا بن معيبد .
حل الطريقي في مدينة أوستن في ولاية تكساس وكان أول طالب سعودي يلتحق بجامعة أتاوا .
أمضى الطريقي 18 شهراً في دراسة الماجستير ,ثم قدم رسالة الماجستير المعنونة بـ"جولوجيا المملكة العربية السعودية "
وفي هذه المرحلة أهم ما يُذكرإعجاب الطريقي بالحياة الغربية من حيث النظام والاهتمام بالوقت الذي جاء متناسباً مع ليبراليته الاجتماعية وتحرريته التي عُرف بها جعله يتزوج من فتاة أمريكية أثناء وجوده هناك وأنجب منها أبنه البكر ( صخر).
ولكن رغم هذا الإعجاب بالغرب لم يكن الطريقي اسيراً لذلك المجتمع ولم يتخلى عن عروبته وقيمة الأصيلة .
وحياة الطريقي في الغرب جعلته يواجه الأمريكيين فيما بعد ويجادلهم وبخاصمهم عن وعي وإدراك بطبائعهم .
وفي عام 1948 م عاد الطريقي للسعودية حاملاً شهادته الجامعية .
وكان النفط قد سال دافقاً في بلادة وحدثت تحولات جذرية في المجتمع السعودي.
إذ بدأت شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا بالتنقيب عن البترول في الأراضي السعودية منذ أن وقعت معها السعودية اول اتفاقية في تاريخ النفط السعودي عام 1933 م وقعها الشيخ السليمان وزير المالية من الجانب السعودي و السيد لويد هاملتون من قبل الشركة .
وهنا عاد الطريقي رجلاً يفهم في الجيولوجيا والهندسة وعاد في العام نفسه الذي أُ سست فيه أكبر شركة بترول جماعية سميت ( أرامكو) وفي نفس العام أيضاَ وقعت حرب 48 م , أول الحروب العربية الإسرائيلية , فكان ذلك إيذانا بعلاقة معقدة بين البترول والسياسة .
عاد الطريقي وعمل في وزارة المالية كموظفا مسوؤل عن مكتب مراقبة حسابات الحكومة على الدخل النفطي من شركة أرامكو في الظهران وبهذا العمل بدأ الطريقي رحلته في مجال الصناعة النفطية ,
وبعد ذلك ترقى الطريقي ليكون مديراً عاماً لشؤون الزيت والمعادن . بعد عمل الطريقي بدأت تتكشف له مساوئ الشركة البترولية العاملة في البلاد حيث كانت أرامكو1_ تضخ البترول من الحقول السعودية السهلة والرخيصة من دون أن يكون لها سياسة طويلة الأمد لموازنة استنفاد الحقول, وعملت على إحراق الغاز الطبيعي الذي يصاحب عادةً عمليات استخراج البترول مسببّة في إهداره في الوقت الذي كان فيه الطريقي يرى أن هذا الغاز هو ثروة طبيعية ثمينة من الواجب استثمارها .
2- كانت تقتسم الأرباح مع السعودية وكان التقسيم بعد احتساب المصاريف وجاءت المسألة التي شكلت خطراً وهي نسبة الخفض التي كانت أرامكو تمنحها للشركات الأم والتي تصل إلى 18% غير أن الطريقي اكتشف نتيجة للحسابات التي أجراها أن أرامكو تخفض حصة حكومته من أرباح السوق الحقيقية من المناصفة (50 -50) إلى ( 68- 32 ) لصالح الأمريكان , لذلك كرس الطريقي جهوده لاسترداد ما تتمتع به ارامكو كان يطمح للحصول على مشاركة الحكومة في كل مرحلة من مراحل إنتاج البترول وتسويقه وكان شعاره ( من البئر إلى السيارة ).

في هذه الفتره كتب الطريقي مقالاً في مجلة اليمامة بعنوان " إلى أين نحن مسوقون" وقد سببت وقتها ضجة كبيرة إذ لم يتعود المجتمع السعودي على مثل هذه المقالة الحادة وكادت تغلق صحيفة اليمامة بسببها
يوردد الكتاب المقالة كاملة صفحة 84

لعدوان الثلاثي على مصر
هنا لا استطيع عزل الحدث التاريخي عن مسيرة الطريقي
اتخذ الرئيس عبدا لناصر قراراً بتأميم قناة السويس وكان هذا القرار هو السبب في الحرب التي شنتها فرنسا وبريطانيا وإسرائيل . فهبت الدول العربية لمساعدة مصر فأعلنت السعودية التعبئة العامة وفُتحت المطارات السعودية لهبوط الطائرات المصرية وبعث الملك عبدالعزيز ببرقية لعبدالناصر يضع فيها القوات السعودية رهن المساعدة . كما تجاوز الدعم إلى استخدام النفط سلاًحاً في المعركة حينما أمر الملك سعود بن عبدالعزيز بوقف إمدادات النفط السعودي إلى بريطانيا وفرنسا كما منع تزويد طائراتهم بالوقود وهذا القرار ابلغه الطريقي لشركة الزيت العربية الأمريكية بموجب برقيه رقم 1481 –س -11 وهذا نصها :
06-11-1956 م
حضرة المكرم ممثل شركة الزيت العربية الأمريكية المحترم
بعد التحية :
كُلفت ان أُشعركم بان لا تقوم شركتكم ببيع أي شي من الزيت الخام أو مشتقاته من إنتاج المملة إلى كل من بريطانيا وفرنسا . وأن تمتنعوا كذلك عن تزويد بواخر هاتين الدولتين بالوقود أو طائراتها , اعتباراً من لحظة تسلمكم لهذا الكتاب , الذي أرجو أن تشعرونا باستلامه في الحال . وتقبلوا تحياتنا
المدير العام
عبدالله الطريقي


من جهود المملكة في دعم مصر في تلك الفترة ....تنازل الملك سعود عن جزيرة سعوديه ( صنافير) لصالح مصر حتى تراقب حركة مرور السفن الإسرائيلية في خليج العقبة والسويس ..
من روايه قلب من بنقلان لسيف الإسلام بن سعود

وهذا العدوان الهب مشاعر المواطنين العرب وابرز شخصية عبدالناصر كرمز قومي وتعاطف معه الشباب العربي والطريقي كأحد المثقفين العرب كان متفاعلاً مع الأحداث القومية وتشكلت نقطة انعطاف في مسيرته الفكرية وهويته القومية وقدر الطريقي مواقف عبدالناصر وأشاد بها في مقالاته وخاصة تأميم قناة السويس .




وفي هذه الفتره حضر الطريقي العديد من مؤتمرات النفط كان اولها المؤتمر الأول للبترول العربي في القاهرة وسجل حضور رائع وقوي كتبت عنه الصحافة المحلية والصحف العربية .


الأوبك الحلم والحقيقة


تعتبر أهم الانجازات للطريقي مشاركته الايجابية في تأسيس منظمة الأوبك
حيث أدرك انه لابد من إيجاد كيان يحمي المنتجة التي تعتبر دولاً نامية من الدول المستهلكة التي تعد دول صناعية كبرى تشاركهم شركاتهم المنتجة للنفط وكانت الشركات العالمية والدول الكبرى تستغل تباعد الدول المصدرة وعدم معرفتهم للأحوال السائدة فكانت تهدد بزيادة الإنتاج وانقاصة كلما طالبت احدى الدول المصدرة بتحسين عوائدها من ثرواتها البترولية !
وكانت فنزويلا أول من اتخذ خطوات لتوحيد وتنسيق مواقف الدول المنتجة إذ أرسلت عام 1949 وفدا زار إيران والعراق والكويت .
في عام 1951 حظر الطريقي مؤتمر نظمته فنزويلا ودعت إليه رجال البترول العرب والايرانيين فبحث الطريقي مع عدد من المسئولين موضوع توحيد وتنسيق مواقف الدول المنتجة ولكن فنزويلا لم يكن لديهم الحماسة مثل عام 1949 م حيث كان الحكم دكتاتورياً بعد لحكومة الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المنتخبة
وبعد ذلك انعقد مؤتمر العربي الأول للنفط في القاهرة عام 1959م ودعيت فنزويلا برئاسة وزير النفط بابلو ألفونسو وكان الجميع متذمر وغاضب من القيود على النفط والحصص الأمريكية الجديدة
وفي المؤتمر كان هناك صحفية امريكيه نشطة اسمها واندا جابلونسكي وكانت واندا تعرف الطريقي وحدته تجااة شركات النفط فنسقت بين الطريقي ووزير النفط لقاءً و جرت المحادثات بسرية تامة وصاغوا ما عرف باتفاقية " السادة"
تعتبر هذه المحادثات والاتفاقية حجر الأساس في تغير القوى المحركة للنفط
وبعد هذا المؤتمر أصدرت الدول المصدرة قرار يدعوا الشركات المنتجة للنفط ان لا تغير في أسعار مبيعاتها بدون التشاور مع الحكومات المعنية , لكن الشركات لم تأخذ الأمر جدياً واستخفت بقرارات المؤتمر فأقدمت في عام 1960 م على خفض أسعار بترول الخليج العربي نتيجة لهذا الخفض بعث الطريقي ببرقية الى زميله الفنزويلي الذي رد بأن فنزويلا تؤيد موقف المنتجين في الشرق الأوسط ولن توافق على خفض أسعار صادراتها وفي الوقت نفسه تلقى الطريقي من الشيخ جابر الأحمد وزير المالية الكويتي برقيه تطالب بتوحيد مواقف الحكومات المنتجة بعد ذلك ذهب الطريقي لبيروت في زيارة استغرقت يوم واحد ثم ذهب الى بغداد لمناقشة العراقيين في الموضوع وكان يريد ومعه الفونسو ان يجمعوا الموقعين على اتفاقية "السادة" مره آخرى غير أن العراق التي لم ترغب في السير في الفلك الناصري عارضت وبشدة نفوذ عبدالناصر على سياسة النفط ودعت الى عقد المؤتمر في بغداد فوجهت الدعوه للسعوديه والكويت وايران وفنزويلا وقطر التي حضرت كمراقب فقط فتم الاجتماع في بغداد في ايلول عام 1960م فتمت الموافقه على إنشاء منظمة الدول المصدرة لنفط .


الطريقي إلى يمينة وزير النفط الفنزويلي

الطريقي وزير النفط



عد النجاحات التي حققها الطريقي , كانت جهوده محل تقدير الحكومة السعودية وإعجاب المسؤولين فتوجوا جهوده بتعيينه وزيراً للبترول والثروة المعدنية كأول وزير يتولى حقيبة وزارة البترول في ديسمر 1960 م
وخلال تولي الطريقي لهذه الوزارة اكمل مسيرته لتحسين اوضاع الدول المنتجة وحمايتها من شركات النفط التي كانت تستغل جهل الدول النامية
اهم جهود التي قام بها
حرم الطريقي حرق أي غاز كان يخرج مع الزيت فإما يُصنع أو يرسل إلى باطن الأرض مره آخرى . كما حرص الطريقي على الكتابة ونشر الوعي بين الناس بخصوص النفط وأهميته فأسس مجلة " أخبار البترول والمعادن"
في هذه المرحله كانت هناك اتهامات توجه للطريقي وهو محبته للعرب العاملين في الوزاره واعطائهم المناصب الكبيرة ويرد الطريقي على مثل هذه الاتهامات بأنه
_ في حالة تعذر وجود الكفاءات الوطنية فاستخدام الكفاءات الأجنبية في هذه الحالة هو واجب تحتمه الضرورة والغيرة على المصلحة الوطنية .


الخروج من الوزارة

بعد زوال الدولة العثمانية وقيام الدول الغربية الإستعمارية بتقسيم الوطن العربي . رفع العرب شعارات القومية العربية ودعوا لقيام دولة عربية واحدة وتبلورت هذه الدعوات إلى اتجاهات سياسية فظهر حزب البعث في العراق وسوريا والحركة الناصرية في مصر ولم تكن السعودية بمنأى عن هذه التحولات فانخرط عدد من ابنائها في هذه الأحزاب إما حركياً او تعاطفاً فكرياً .
فقد انتمى الطريقي الى الناصرية وأحلام دولة الوحدة فكان قومياً ناصريا وبعد أن أستقل الطريقي بوزارة البترول تحول من خبير نفطي إلى سياسي يدافع عن مبادئه القومية
في فترة ماقبل الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 م. كانت العلاقات السعودية المصرية على وفاق تام في مواجهة حلف بغداد , إلا أنها تعرضت للاهتزاز على أثر قيام الجمهورية العربية المتحدة وانضمام مملكة اليمن الى الجمهورية المتحدة في إطار اتحاد الدول العرب , ومن ثم قيام النظام الناصري بشن الحملات الدعائية ضد السعودية الأمر الذي تحول في القوميون العرب في الجزيرة العربية إلى أداة طوعية للإستراتيجية الناصرية في تلك المرحلة الحرجة لذلك فأنه من غير الممكن أن يقوم مسؤل سعودي رفيع بالتعاطف مع الند الناصري وتأييد نظامه فكانت الأوضاع السياسية في المملكة مضطربة فهناك الهجوم الدعائي الناصري من الخارج وداخلياً كانت هناك المطالبة بأن يعود الأمير فيصل الى مجلس الوزراء نظراً للأخطار التي تهدد البلاد مع اعتلال صحة الملك سعود لهذا اصدر الملك مرسوماً ملكياً بتشكيل حكومة جديدة خرج منها الطريقي في عام 1960م .
ولم يكن الطريقي يسمح لأحد بسؤاله عن سبب خروجه كان يقول أنه قرار صدر وأتقبله وأحترمه .

بعد الخروج من الوزارة قرر الطريقي طواعية البقاء خارج المملكة ليعيش في منفاه الأختياري بيروت وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة الطريقي فتفرغ للكتابة والنشر في شؤن النفط حيث اسس مكتباً لتقديم الأستشارت والخبرة لوزارات النفط العربية وشركات النفط الوطنية وهكذا اصبح مستشاراً لعدد من شركات النفط العربية و لبعض الحكومات مثل لبنان وسوريا والأردن والعراق والكويت وأبو ظبي واليمن ومصر وليبيا والجزائر

شي مهم جداً هو** اختيار بيروت بدلاً من القاهرة

رغم ان للقاهره مكانه كبرى في قلب الطريقي وقد عاش فيها شبابه ودرس الثانوية والجامعة ولديه شقه هناك ورغم اعجابة الشديد بعبدالناصر الا انه اختار بيروت بدلاً من القاهره لانه القاهره كانت في ذلك الوقت ملتقى للناصريون كما كانت تستضيف وترحب بمن هاجروا من بلادهم معارضين لسياستها وكان الطريقي يريد ان ينأى بنفسه عن المهاترات السياسية والتهويش الإعلامي الذي كانت تمارسه إذاعة " صوت العرب" من القاهرة ضد النظام السعودي لذا لم يشأ الطريقي أن يقوم عبدالناصر بإستغلال اختلافه مع حكومة بلاده حيال السياسة النفطية فيوظفها عبدالناصر في خلافاتة السياسية مع السعودية .

الحياة الخاصة للطريقي


مها جنبلاط

في بيروت تزوج الطريقي من مها جنبلاط تعرف عليها بعد عملها معه كمترجمة في مكتب بيروت وهي ارملة صديقة فؤاد نجار ومن بيت ال جنبلاط الذين تربطهم علاقه قوية بالطريقي خاصة بفريد جنبلاط , بالاضافة الى اعجاب الطريقي بأحد رموز عائلة جنبلاط وهو كمال جنبلاط


الطريقي وكمال جنبلاط في إحدى الندوات القومية


لكن في عام 1970م ترك الطريقي بيروت واتجه للقاهره بسبب ضغوطات مُرست على السلطات اللبنانيه لأخراج الطريقي من بيروت بعد هجومة على شركات النفط العالمية وقد هاجمته الصحف الغربية واتهمته بالشيوعية وأطلقت عليه لقب" الشيخ الأحمر"
وفي القاهره افتتح مكتب للاستشارات النفطيه الا ان الطريقي لم يرتاح لوضعه في القاهره لسوء خدمات طباعة مجلته
وبعد حرب 73 م ترك الطريقي القاهره واتجه للكويت وارتاح هناك كثيراً حيث كان بقرب ابناء اخيه واعاد افتتاخ مكتبة ليقوم بنفس الأعمال والنشاطات
من الانجازات المهمة للطريقي خلال وجوده في الكويت هو المشاركة في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت . وكان عضواً مؤسساً في مجلس أمنائه حتى وفاته .

عودة الطريقي للوطن




في عام 1980 م في عهد الملك خالد . أصدر عفواً عاماً عن جميع السعوديين المبعدين .
وتلقى الطريقي رسالة رسمية من مسؤول سعودي كبير عن طريق صديق حميم له يفيده أن البلد بلده , يحضر متى ما شاء ويسافر متى مايريد
فعاد الطريقي للوطن وكان سعيد بهذه العودة وقد أسس مكتبا واستمر في عمله ونشاطه . وفي عام 1983 م ذهب الطريقي لمدينة أوستن في الولايات المتحدة تلبيه لدعوة جامعة تكساس لتكريمه كأحد الخريجين المميزين وقبل ذهابه لحفل التكريم أصيب بجلطة دماغية فنقل للمستشفى
بعد هذه الحادثة اعتلت صحة الطريقي وقل عطاءه فأغلق مكتبة الاستشاري عام 1984م في هذه المرحلة منتصف الثمانينات انصرف الطريقي الى ممارسة الشعائر الدينية بعد أن أعفى لحيته ولزم المسجد ملازمة تامة
ثلاث عقود عاش خلالها لطريقي حماسه قوميه ونشاطاً فكرياً غير أن الطريقي وبعد هذه التجربة في العمل القومي قد أصيب بخيبة أمل وشعر بشيء من الإحباط من كل الشعارات القومية .
يقول عبدالرحمن منيف : إن إحدى مآسي الطريقي أنه طرح أفكار وشعارات لم يستطع الوضع العربي أن يستوعبها ويتعامل معها في وقتها وقد ولد هذا تشاؤماً ثم إحباطا لدى الطريقي الذي هجر العمل السياسي وأصبح أقرب إلى التصوف ..)


الشيخ الطريقي عام 1995 في القاهرة

في عام 1991 م عاد الطريقي ليعيش في القاهرة مع زوجته وبنته هيا . مكث في القاهرة ستة أعوام أمضاها في رعاية أسرته وقراءة الكتب واستقبال زملاءه وأصدقائه
في عام 1997 م عانى الطريقي من ظروف صحية وتوفي عن عمر ثمانين عاماً
ومكثت جثته ثلاث أيام بالقاهرة فكانت زوجته مها ترغب في دفنه بالقاهرة وطلبت السفارة السعودية بنقل الجثمان إلى الرياض وهذا ما حدث وقبر الطريقي في مقابر النسيم
وكانت جريدة الأهرام أول من نشر خبر وفته ونعته ,كما نعته صحف الخليج وصحيفة الشرق الأوسط وكتبت في صفحتها الأولى " وفاة أول وزير نفط سعودي و أحد مؤسسي أوبك" وكتبت عنه جريده السفير " غياب عبدالله الطريقي رائد شعار نفط العرب للعرب "






انتهى اسأل الله لي ولكم التوفيق ،،،،


ليست هناك تعليقات: