الاثنين، 3 مايو 2010

جحا حي جحا ما مات ..

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ..

جحا تلك الشخصيه التاريخيه التي تباينت بين الحماقه تارة والحكمة تارة اخرى .. الا ان قضاء الله وقدره جعل سبغة هذا الاسم تشير الى الحماقة في الغالب ..

جحا من خلال تحليلي هي شخصية تاريخيه غير موجودة مع ان بعض المؤرخين يقول ان جحا من التابعين .. وقيل انه حيكم وانه كان يدعي الغباء خوفا من بطش الحاكم .. وقيل ايضا ان اعداءه هم من وضع ضده تلك الروايات المضحكه نكاية فيه .. الا ان جحا ظل شخصيه غامضه وهذا ما اتفق عليه الكثير ..

جحا موجود في كل مكان وزمان لا اعتقد ان جحا هو شخصيه واحده بل جحا عدة شخصيات نقابلها نحتك بها من خلال واقعنا اليومي واحداث الحياة عموما ..

كان لي الشرف العظيم ان اقابل جحا شخصيا في المنطقه الشرقيه .. ربما البعض يستغرب لكن انا فعلا قابلت جحا وجلست مع جحا واكلت مع جحا بل حتى خرجنا انا والسيد جحا نتنزه ..

بدأت مقابلتي مع السيد جحا عند احد الاشخاص في مجلسه وقد كان جحا رجل هاديء حتى انك تشاهد في مظهره الحكمه صافحته وجلست بمقربة منه ..

بعد قليل من الوقت وتناول القهوه قام صاحبنا وهو مضيفنا باتجاه التلفزيون واخرج جهاز جديد وقال ان هذا هو جهاز البلاي ستشين الجديد الاصدار الثالث وهم بتركيب الجهاز في التلفزيون واخذ ابوعبدالعزيز بالتحدث عن ميزات الجهاز وهكذا وانا كنت مستمع واعرف ان ابوعبدالعزيز لديه عشق للالكترونيات وكان جحا وقتها جالسا واحسست فعلا منه انه يريد التحدث في امر ما انما كان ينتظر صاحبنا ان ينهي حديثه وهنا جاءت المدوّيه ..

يقول جحا ان احد اقاربه في اميركا لديه جهاز بلاي ستيشن ١٠ في حين ان اميركا ذاتها لم تصدر لنا الا الاصدار الثالث نظرا لتأخرنا الفكري وهكذا الغريب في الموضوع ان الجهاز ياباني الصنع وكان هناك حملة تدشين عملاقه لهذا الجهاز على مستوى عالمي وعندما قلنا لجحا هذا الكلام امتعض واصر بأننا لا نتابع بشكل جيد ..

الحقيقه هناك من ضحك وهناك من حاول اخذ يبذل جهد كبير في اقناع السيد جحا بعدم تكرار ما بدر منه الا ان جحا ظل مصرا ان الناس لا يتابعون التقنيه بشكل كافي وانه متأكد ان امريكا وصلت للاصدار العاشر من الجهاز ..

لم تكن هذه القصه الوحيده للسيد جحا لا والله بل هناك الكثير من القصص ويعلم الله اني لم ازد حرف ..

في يوم من الايام خرجنا بالسياره في مشوار طويل نوعا ما .. في تلك الفتره قد تم طرح رواية ( بنات الرياض ) للكاتبه رجاء الصانع ..

الحقيقه اني لم اقرأ الروايه لكن احد الاشخاص بالسياره تسائل عن الضجه التي احدثها الكتاب في الساحه في هذه الاثناء كان جحا ملتزما الصمت وقد كان الهدوء الذي يسبق العاصفه لانه سكت دهرا ونطق كفرا ..

استهل جحا حديثه عن الكتاب وانه كان يحتوي على بعض القصص التي تحصل من بنات الرياض وبعد قليل بدأ يستعرض علاقات اقامتها فتيات في الرياض مع شباب وبعد ذلك بدأ يذكر فضائح جنسيه لا يمكن ان تكتب حتى في دفتر ابواربعين ونحن نستمع الحقيقه واخذ الشك يدخلنا بأن الاخ جحا يؤلف حكايات من مخيلته لضمانه ان الروايه ممنوعه ولم يتوقع السيد جحا ان الكتاب لربما يكون متداولا وينكشف لان جحا من الاساس يعيش في عزله عن الناس في هذه الاثناء سأله الشخص الذي كان يقود السياره هل يعقل ان رجاء الصانع ان تفعل ذلك ويقصد انها تكتب هذا الكلام الا ان الامر التبس عند السيد جحا وتسائل مع الجميع من هي رجاء الصانع وهل هي زوجة رجل الاعمال معن الصانع !!

ويدعي انه قرأ الروايه الحقيقه اننا كدنا ان ننقلب في السيارة من الضحك .. انهار جحا وضحك معنا .. وفي هذه اللحظه تم اكتشاف مدى الجحوحيه التي يتمتع بها الصديق جحا ..

من قصص السيد جحا انه كان في احد الايام بمكتبه ويشارك جحا شخص اخر في المكتب وهو رجل يهتم بالرياضه بكافة مجالاتها والكره على وجه الخصوص .. وفي صباح احد الايام جاء للسيد جحا رجل يزوره وكان احد الاشخاص الذين شربوا مقلب الهيئه الخارجيه لجحا وجلس بمكتب السيد جحا وصديقه عبدالله ( الشخص المهتم بالرياضه ) في تلك الايام كانت الساحه مشغوله في انتخابات بوش والغور في سباق الفوز برئاسة اميركا والضيف لكي يخلق جو نقاشي مع جحا سأله عمن فاز بين كل من بوش والغور ولكن مشكلة الضيف لم يحدد موضوع الرئاسه ولا اشار لامريكا انما سأل من فاز وسأل جحا تحديدا نظر اليه جحا وقال انه ليس مهتم بالرياضه ابدا والتفت على عبدالله وقال هذا الشخص لديه فكره كافيه عن كرة القدم ويتابع الفرق بشكل جيد ..

الضيف وقتها اكتشف المعية جحا الا انه لم يعد مرة اخرى لزيارته ..


كمل جحا نقابل في حياتنا ولماذا يصر هؤلاء دائما وابدا انهم يعرفون كل شيء .. لم اذكر قصة جحا لكي املأ فراغا لا ابدا ولكن المحزن في قصة جحا اصرار البعض على الظهور بمظهر لا يمت له بصله بل لربما ويفتري الكذب لكي يلمع صورته ..

اتذكر مقال قديم لسيده تدعي وداد الكواري كانت تتكلم عن بعض الاشخاص الذين نقابلهم في حيايتنا ويستحقون لقب ابوالعريف وهناك ايضا ام العريف وكلامها يتفقان على امر واحد انهم يعرفون كل شيء حتى لو كلف الامر صورتهم وانهم اصبحوا مهرجين بسبب ادعائهم المعرفه ..

احترامي وتقديري للجميع ..

هناك 3 تعليقات:

Salman AlMeleihi يقول...

كثير هالاشكال في مجتمعاتنا للاسف ،،

اشخاص يشعروون بالنقص اذا اتى ذكر موضوع لا يعلمون عنه شيء ،،
استمتعت حقاً بقرائة ما كتبت <3

غير معرف يقول...

هههههههه جحآ الصآنع شي ثآني ,
توبيك طريف جدآ وفكرته رآقت لي ..
فعلآ يً كثر جحآ اللّي نقآبلهم بحيآتنآ ..

تحية ..

[♥]

غير معرف يقول...

مرحبا مساء الخير استمعت بما كتبت السيد اياد من جهابذة الكتاب دائما يتبادر لذهني لماذا تكره الشهره