الأحد، 2 مايو 2010

من الذاكرة

يسألني احد الأخوه لماذا اكتب وكيف كتبت ..

لم اجد الاجابه في حينه .. ولكن عندما عدت لذاكرتي .. اكتشفت ان السبب مرفت ..

وتذكرت ايضا ان المدرس في حصة التعبير لم يكن يصدق اني من كتب الموضوع .. او الواجب ..

كان يخرجني على السبوره .. ويختار موضوع ويطلب مني الكتابه عنه ..

الحقيقه اني كنت لا استطيع الكتابه لأني مرتبك .. حينها يتأكد اني لم اكتب الموضوع الذي طلبه منا .. ويرفض ان اكتب الموضوع في المنزل واحضره اليوم الثاني ..

لم احصل على درجات تستحق الفخر في تلك الماده .. لأن المدرس لم يصدقني ..

لست هنا لأتباهى بقدراتي الكتابيه لا ابدا .. ولم اضرب هذا المثل ليقال عني اني كاتب جيد والله يعلم ذلك ..

انما بدأت بتلك المقدمه لكي ابين لكم القضاء والقدر والظروف المحيطه يمكن ان تتسبب في ظلم الشخص .. ولو كانت غير مبرره .. في بعض الأحيان ..

الا انها مشيئة الله ولا يمكن ان نفهمها .. الا اننا مضطرين ان نصدقها .. ونؤمن بأن الله اختار لنا الخير في النهاية .. وهذا هو الاختبار العظيم ..

قصة مادة التعبير لا يمكن ان تشكل قطره في بحر الألم والمعاناة لدى مرفت ..

كنت بعد صلاة العصر وكما هو الحال لدى الكثيرين من شباب بلادي العزيزه اقف امام المنزل .. بدون سبب .. مجرد متأمل في هذا الشارع بدون هدف ..

امامي مباشرة سكن العمال وهم من الجنسية اليمنيه .. يعملون في السوبرماركت ... ونعم الرجال اسأل الله يتغمد عبدالعزيز اليمني بواسع رحمته .. وأن يطيل بعمر البقيه ..

على يسار هذا المنزل حضرت عائلة من الحدود الشماليه .. مؤخرا تزوج ابنهم الكبير وسكن معهم في نفس المنزل ..

مرت السنه تلو الاخرى ورزق بإبنه جميله جدا سماها مرفت ..

كبرت مرفت واصبحت تذهب الى السوبرماركت مع عمها .. عمها صديق لي وكنت اثني دائما على جمال مرفت وجمال ملابسها وانها عروسه .. الخ

الحقيقه ان مرفت كانت تستمتع كثيرا بذلك ...

بمجرد ان تدخل مرفت السوبرماركت حتى تصبح اشبه بالإعصار تارة في قسم التشوكليت وهناك قسم الألعاب وبعد لحظة بالقرب من ثلاجة الآيس كريم تطلب من عمها رفعها لكي تختار ..

مشاء الله كم كانت جميله تلك الفتاة .. سبحان الله ..

قرر والد مرفت لسبب او لآخر ترك المنزل .. سكن في نفس الحي ولكن في مكان بعيد عن منزل ذويه ..

لم اعد اتأمل الشارع كثيرا .. ظهرت لي اهتمامات اخرى .. الا ان ذكرى مرفت لا زالت عالقه في عقلي .. فقد احببتها كثيرا ..

ذات يوم ذهبت للسوبرماركت واثناء وقوفي عند الكاشير .. احمد اليماني واذا بمرفت تدخل السوبرماركت ..

كانت مرفت مع والدها .. كانت تقف جمبه دون حراك ..

ذهب الى قسم التشوكليت ,, ولم تتحرك

قسم الآي كريم ,, ولم تحرك ساكنا

قسم الالعاب .. الحال على ما هو عليه ..

شي غريب

صرخ والدها عليها ونهرها وامرها ايضا ان تختار وكأنه كان يريد ارغامها على الشراء ..

التفتت مرفت بكل خجل متألمه من تصرف والدها تجاهها ,,

التفتت تجاهي وبنفس اللحظه تجاهلت الحاصل وذهبت بنظري الى علب السجائر المصفوفه

وكل أمل ان تكون على قناعه بأني لم انتبه لما حدث ..

خرجت مرفت ولم تشتري شيء ..

لا ايس كريم ولا تشوكليت ولا العاب ..

واذا بأحمد اليماني وكأنه يحدث نفسه قائلا / سبحان الله

لسان الحال يقول هذه ليست مرفت .. من المؤكد انها ليست مرفت

يا الله ماذا حدث لتلك الفتاة ..

اكيد عين ..

دارت الأيام وقابلت عم مرفت ... وهو صديق لي ..

ذهبنا الى مقهى طيبه وطلبنا جراك المخلوط

ودار الحديث بيني وبينه واخبرني ببعض الأسرار التي حدثت في حياة تلك العائلة

واخبرني ان زوجة اخوه كانت تخونه وهو اكتشف ذلك .. واخبر والدته من فترة بأن زوجته لم تحسن معاشرته ابدا .. وبعد فترة واثناء دخوله للمنزل واذا بشخص يهرب من فوق سور المنزل ولم تكن هيئته هيئة لص ابدا .. وبدأ باللحاق به ولكنه لم يتمكن من القبض عليه ..

دخل المنزل واذا بزوجته بكامل زينتها ..

ما علينا ..

لم اتمالك نفسي وقتها وسألتها

مرفت عرفت ؟

وذكر لي ان كل المشكله حدثت امام مرفت ..

كانت نائمه بالداخل واستيقضت على صراخ والدتها ..

لم تقف المشكله هنا ابدا ..

الأب طلق الأم .. لكن الأم توفيت بعد فترة بسبب اصابتها بسرطان المخ ..

كفانا الله واياكم من كل شر ..

للأمانه كانت نقطة تحول كبيره في حياتي فقد تأثرت كثيرا بتلك القصه ..

تبادر الى ذهني الكثير الكثير من الأفكار ..

اتهمت القدر بالظلم ..
تسائلت كثيرا عن سبب ما وقع لتلك الفتاة ..

لماذا وكيف واين ..

يبقى امر مهم جدا .. بل الأهم على الإطلاق ..

الله سبحانه وتعالى قدر لنا امور وحفظت ..

الواجب ان لا نتسائل لماذا وكيف واين .. ابدا ..

ولا يجب ان نقول لو .. ولو فعلت .. ولو حدث .. نهائيا ..

الواجب ان تفارقنا تلك الكلمات /

قدر الله وما شاء فعل ..

بالمناسبة مرفت تزوجت .. سألت عنها من ثلاثة سنوات تقريبا .. رزقها الله بطفلين ..

سبحانك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك ..

اياد



ليست هناك تعليقات: